حقول الحزن
تجليات الهدوء جميلٌ :-هدوءُ الليلِ والغيثُ نازلٌ على شرفاتٍ من ضياءٍ ومن حُسْنِ جميلٌ،
له لحن شجيٌّ وباذخٌ تشاركه الأفلاكُ في روعة اللحنِ كأن له قلباً عليلاً من الهوى وأن فمَ الظلماءِ يحكي له عني وأن له روحاً كروحيَ تمتطي إلى هَضَباتِ الشكِّ خيلاً من الظنِّ تناسلَ غيمُ الله خيراً وبهجةً وبوحاً، وأشواقاً وطيفاً بلا لونِ وللطيفِ نقرٌ فوق جدران غرفتي أصابعُ طفلٍ فوقَ لوح من القطنِ رسائلُ تأتيني لتؤنسَ وَحدتي تزفُّ إليَّ الشعرَ من جعبةِ المُزنِ فتبدو حروف النور في الليلِ فضةً ويُشرَعُ بابُ الحُلْمِ للإنس والجنِّ وتغتسلُ الأشياءُ بالظلمة التي أراها تغطي دائماً خيمةَ الكونِ وآلهةُ البوحِ العظيم تزورني تسامرني في حضرةِ الكأسِ والدنِّ وتجعلُني أهفو إلى مدن الصدى وتزرعُ في قلبي حقولاً من الحزنِ
أعاصير يختلطُ الجسدُ بحبات المطرِ المعجونةِ بدخانٍ وبخورْ فأخاطبُ حزني: لا تتوقفْ عن هذا الرقصِ العاصفِ يا حزني أقتربُ بكلِّ هدوءٍ من سُندسِ سرتها كالمسحورْ ينجس الزمنُ ويقفز مثل نثاراتِ العهنِ تَدّهنُ الألفاظُ بزيتٍ من حبات النورْ يتراكمُ هذا العشقُ على كفي مثلَ زجاجِ القلق المكسورْ يتبدلُ وقعُ الكلمات، وما تعني. وأظلُّ أغني كالطفلِ أغني "لا تتوقفْ عن هذا الرقص العاصفِ يا حزني"
رسائل أستعبدُ ظلَّ الكلمات أدسُّ نقوشاً في جعبتها عنك وعني وأخبئُ عالمَك المنهَكَ في حضني يا سيدتي لا تنسَيْ أنيَ أتقنتُ الإصغاءَ إلى شفتيك الرائعتيْنِ وأجدت العزفَ على أوتاركِ يا قيثارةَ عمري لا تنسيَ أن النار الخضراءَ تأجَّجُ حين يسافرُ صوتُك في الكونِ سنخونُ الناسَ مراراً وسننطلقُ إلى أقبية التأريخ المتهافتِ محفورين وسنركبُ أمواجَ البحر بلا إذْنِ.. وسنعرفُ دوماً.. أن الأيامَ نزيفٌ من جسدِ الحزنِ
رغبة سأفتتُ أحلاميَ مثلَ الخبز الناشفِ وسأطعمها لعصافيرَ توزعُ أعياداً، وأهازيجَ، وترقصُ وتغني. سأفتتُ أحلاميَ وسألصقها حين يطلُّ الفجرُ بصمغٍ من حزني